مأرب .. ندوة نقاشية حول السلام والتعايش في الخطاب القبلي والإعلامي برعاية الاتحاد الأوروبي
أقامت المنظمة الوطنية للاعلاميين اليمنيين (صدى) ومنظمة أسعد الكامل للسلام، وديب رووت للاستشارات، ومركز إدارة الأزمات الفنلندية، وبتمويل من الاتحاد الأوربي، بمدينة مارب اليوم الأحد، ندوة نقاشية حول السلام والتعايش في الخطاب القبلي والاعلامي في اليمن ..الواقع والتأثير.
وتحدث وكيل محافظة مارب الشيخ عبدالله الباكري في افتتاح الندوة حول أهمية الاعلام في بث التعايش والسلم ونبذ الفرقة والتحريض ودعاوي الكراهية والاقتتال سواء على مستوى المجتمع أو الدولة.
وأضاف الوكيل الباكري أن الاعلام اليوم يمثل دورا مهما في توجيه المجتمع نحو الفوضى أو الاقتتال والدمار، داعيا إلى ابراز الخطاب الذي يخدم وينمي المجتمع ولا يعمل على اشعال فتيلة الحرب والاقتتال.
وتحدث الدكتور مسلي بحيبح، في ورقته "تحليل عام لخطاب القبيلة وأمثلة على قيم التسامح والسلام"، عن دور القبيلة وأهميتها ودورها في القضايا الهامة على مستوى الوطن.
واستعرض الدكتور بحيبح الخطاب العام للقبيلة ونحو 95 مصطلحا للقبيلة ومعانيها في العرف القبلي التي لا زالت حتى اليوم وترد في "زوامل" القبيلة في الحروب والمشاكل التي تواجهها، مشيرا إلى أهمية تلك المصطلحات وأثرها على المتلقي من أبناء القبيلة..
واعتبر الدكتور بحيبح، وهو عضو هيئة التدريس في جامعة اقليم سبأ، أن الزامل سلاح ذو حدين فقد يكون مفتاحا للتسامح في أكثر المشاكل الاجتماعية الأكثر تعقيدا، او العكس، مضيفا أن القبيلة تعتز بذاتها كفاعل رئيس على غراز الكيانات الحزبية والمدنية، حسب تعبيره.
من جهته حسين الصادر، اعلامي وكاتب، في ورقته عن "تحليل الخطاب الاعلام اليمني ومدى استاقه مع خطاب السلام والتعايش" تحدث عن مسيرة الخطاب الاعلامي في اليمن خلال تاريخي في بلد لم يعرف الطريق إلى الاستقرار ولا زال يتلمسها في ظروف صعبة ومعقدة.
واستعرض الصادر، عددا من مدارس تحليل الخطاب الاعلامي منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي، مشيرا إلى الظروف التي عاشها اليمنيون قبل الثورة من عزلة تامة في شمال الوطن ، أو الحالة التي عاشتها المحميات من فاقة وعزلة فرضها الاحتلال البريطاني وهو ما زال يمثل عائقا أمام اليمنيين كلما حالوا السير نحو الامام، حسب قوله.
وقسم الصادر ، الخطاب الاعلامي اليمني إلى مراحل، منذ قيام ثورة سبتمبر وحتى 1990، وهو تاريخ اعادة دمج الوحدة بين شطري الوطن، والمرحلة الثانية حتى 1994، مع الحرب التي شهدتها البلاد، والمرحلة الثالثة، 2003 ، مع انشاء تحالف سياسي معارض للنظام.
وأضاف " أن المرحلة الرابعة فهي كانت بين 2012-2014، مرحلة التوافق السياسي، والتي عجز فيها الخطاب الاعلامي عم مواكبة التطورات، حيث ظل على خطاب تقليدي رغم التشظي التي شهدتها مراكز النفوذ في البلاد".
وأشار الصادر إلى أن خطاب الحركة الحوثية يمثل انتكاسة حقيقية لمسية التحول السياسي في اليمن لعدة عوامل منها داخلية وخارجية، حيث خلقت الحركة خطاب متطرف ويحمل في ثناياه قدر كبير من المتناقضات والتي تهدف إلى تفكيك المجتمع والتركيبة السياسية على حد سواء، حد وصفه.
من جهته تحدث، الاعلامي والحقوقي حسين الصوفي، في ورقته "كيف يمكن خدمة السلام والتعايش بالاستفادة من خطاب القبيلة في خطاب وسائل الاعلام"، تحدث عن دور القبيلة اليمنية ودورها ومساهمتها في صناعة السلام.
وتطرق الصوفي إلى مواقف القبيلة التي تجمع أبجديات السلام، في حفظ الكرامة وصون العرض والشرف، ورفضها للسلوك العنصري، الذي يتناقض مع مبادئها وقيمها، مشددا على أن ذلك لا يأتي إلا مع وجود دولة وأن تلك القيم التي تحملها القبيلة تساعد على حضور الدولة.
وأشار الصوفي إلى مواقف قبائل مارب بعد سقوط الدولة بعد الانقلاب الحوثي، وتداعي تلك القبائل للدفاع عن محافظتها، وهو ما عرف بـ "مطارح مارب" التي دعت للدفاع عن الركائز الأساسية للسلام والتعايش التي تؤمن به القبيلة وتدافع عن الدولة باعتبارها الضامن الوحيد لاستقرا البلد وانتشار السلام.
وأضاف الصوفي أن أدوات ووسائل القبيلة تعرضت للسطو والتجيير وتوظيفها لإشعال الحروب والفتن، وأن استعادة تلك الأدوات أهم أولويات القبيلة لتستطيع المساهمة في نشر السلام وثقافة الحب والتعايش والتي هي من أبرز قيمها.
ودعا الاعلام الحكومي والحزبي من الاستفادة من مواقف القبيلة ومصطلحاتها في تشنيع الأفعال القبيحة التي خصصت لها مصطلحات متعارف عليها أبرزها "العيب الأسود" وغيره من المصطلحات التي توبخ مرتكبيها وتشنعهم، وتدعوا إلى رفض الاقتتال ومس الحقوق والحرمات، حد وصفه.
تخللت الندوة مداخلات ومشاركات وتساؤلات من قبل المشاركين، كما قدم عدد من الحضور "زاملا" يقوم على الأخذ والرد، بصورة تبرز دور "الزامل" في تقارب القبائل للصلح والتسامح ونبذ الخلاف.