بيان صحفي مشترك بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة – 3 مايو 2025

بيان صحفي مشترك بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة – 3 مايو 2025

الصحافة في اليمن: بين فخاخ المحاذير و البطش وغياب العدالة

تزامنًا مع اليوم الدولي لحرية الصحافة، نجدد تأكيدنا على أن حرية التعبير حق أصيل تكفله المواثيق الدولية والقانونين الوطنية، كما نعلن رفضنا القاطع لكل الممارسات والانتهاكات التي تستهدف الصحفيين وحرية الصحافة في اليمن، تحت أي ذرائع أو مسوغات تهدف للحجر على الحقيقة. 

منذ نحو عشر سنوات، يكابد الصحفيّون في اليمن واقعًا يتسم بالقمع والتنكيل وخنق مساحة الحريات إلى أضيق الحدود، إلى جانب استمرار الانتهاكات، بما فيها القتل والإعدام خارج إطار القانون، إلى الحدّ الذي أصبح فيه نسبة كبيرة من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام يتحفظون عن الإفصاح عن مهنتهم خشية البطش أو الرقابة. 

ولقد كان مؤسفاً جدا، أن العام الفائت (2024م)، شهد استمرارًا خطيرًا لحالة القمع وتكميم الأفواه ضد الصحفيين ووسائل الإعلام في اليمن، في ظل غياب منظومة العدالة واستمرار الإفلات من العقاب، وعدم الاكتراث المطلق لاعتبارات حرية التعبير، حتى في حدها الأدنى؛ حيث وثقت نقابة الصحفيين اليمنيين 101 انتهاكًا ضد الحريات الإعلامية، توزعت بين الاختطافات، الاعتقالات، الملاحقات، الاعتداءات، المصادرات، والتحريض، إضافة إلى المحاكمات الكيدية.

ورغم المطالبات المتكررة، لا يزال اربعة صحفيين يمنيين رهن الاختطاف أو الاختفاء القسري حتى الآن وهم:

وحيد الصوفي (مختفٍ قسريًا منذ 2015، لدى جماعة الحوثي – صنعاء). 

ناصح شاكر (مختفٍ قسريا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في العاصمة المؤقتة عدن).

نبيل السداوي (مختطف لدى جماعة الحوثي منذ 2015).

محمد المياحي (مختطف لدى جماعة الحوثي منذ سبتمبر/أيلول 2024 – صنعاء). 

منذ مطلع 2015 حتى أبريل/نيسان 2025، وثقت المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين (صدى)، مقتل 65 صحفيًا وإعلامًيا وعاملاً في وسائل إعلام محلية ودولية، أو مستقلين، منها 63 حالة قتل، حسب تقرير حقوقي نشرته "صدى" مطلع 2024، بعنوان "اغتيال الحقيقة". 

والأسوأ، أن عَدَّاد الضحايا لم يتوقف عند هذا الحد، بل استمرت عجلة الانتهاكات والتنكيل بحق الصحفيين اليمنيين بالدوران خلال 2024، ولعل أبرزها جريمة إعدام الصحفي محمد قايد المقري، التي أعلن عنها وتبناها "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" في 28 ديسمبر/كانون الأول من نفس العام، الأمر الذي أثار استهجان عشرات المنظمات المحلية والدولية منها شبكة حماية الصحفيين في اليمن.

 ومؤخرًا لقي المُخرج وصانع الأفلام مصعب الحطامي، حتفه يوم السبت 26 أبريل 2025، جراء اصابته نتيجة انفجار مقذوف أطلقه الحوثيون في محافظة مأرب. 

وقد أفضى الصراع في اليمن إلى مضاعفة استخدام الجهاز القضائي كأداة مُسيسة لقمع الصحفيين أو تبرير ذلك بمحاكمات صورية وكيدية نجم عنها أحكام جائرة تفتقر إلى الحد الأدنى من العدالة الإجرائية، بما فيها أحكام بالإعدام، على غرار اصدار المحكمة الجزائية بصنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، عام 2020، أحكام بالإعدام بحق أربعة صحفيين، ورغم الإفراج عنهم في صفقة تبادل ما يزال ملف قضيتهم مفتوحًا أمام الجهة ذاتها، وفي 5 ابريل 2025 اصدرت النيابة الجزائية في صنعاء قرار اتهام ضد الصحفي محمد المياحي، لا يستند إلى أساس قانوني، ناهيك عن كون التهم التي اشتمل عليها تؤكد بوضوح أنه قرار سياسي بحت، وهو ما نرفضه جملة وتفصيلا. 

بينما شهدت كلٌ من عدن وحضرموت وشبوة ومأرب، محاكمات لصحفيين وصحفيات في قضايا تتعلق بالنشر، نتج عن بعضها أحكامًا بالسجن والغرامات، من بينهم الصحفية منى المجيدي، والصحفي علي العوبثاني، فضلا عن ذلك، تمارس بعض التشكيلات المسلحة عمليات خطف وتعذيب ضد الصحفيين خارج إطار القانون وسلطة الدولة. 

في حين تواصل جماعة الحوثي استهداف الصحفيين، والمدافعين عنهم في مناطق سيطرتها، وتمنع الصحفيين من ممارسة عملهم خارج دائرة الخطاب الدعائي والتعبوي الذي تتبناه الجماعة.

وقد أكدت المادة (42) من الدستور اليمني على "حق كل مواطن في حرية الفكر والتعبير عنه". كما أن اليمن طرف في سبعٍ من المعاهدات الدولية الأساسية التسع لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية، التي تضمن في المادة 19 الحقَّ في اعتناق الآراء دون تدخل، وفي حرية التعبير. وبصفته بلدًا موقِّعًا على تلك الصكوك، فاليمن ملزمٌ قانونيًّا باحترام وحماية وإِعمال حقوق الإنسان للأشخاص الخاضعين لولايته. 

 في هذه المناسبة (اليوم الدولي لحرية الصحافة) نجدد الدعوة إلى ضرورة اتاحة المساحة الأمنة لحرية التعبير، ونزع القيود التي تكبِّل الصحفيين، وتمنعهم من أداء واجبهم في نقل الحقيقة دون خوف، وخلق بيئة إعلامية حُرّة ونزيهة، تساهم في تعزيز الشفافية وتدفق المعلومات بحرية ونزاهة، بعيدًا عن الانتهاكات والاستقطابات.

ندعو جميع الأطراف في اليمن، للكف عن سلوك القمع والانتهاكات بحق الصحفيّين، وإطلاق سراح جميع الصحفيين المحتجزين تعسفيًّا والمختفِين قسرًيا بشكل فوري وغير مشروط.

كما نطالب نحن الموقعون على هذا البيان المشترك، بشكلٍ خاص بالآتي:

جماعة الحوثي:

الإفراج الفوري وغير المشروط عن الصحفيين المختطفين لديها نبيل السداوي ومحمد المياحي.

الكشف عن مصير الصحفي وحيد الصوفي المختفي قسريًا. 

وقف استخدام القضاء كسلاح لإخراس ولجم الصحفيين وكتاب الرأي.

التوقف عن الاعتداءات والانتهاكات والممارسات الممنهجة ضد الصحفيين والتأثير على رأيهم وحرمانهم من ممارسة مهنتهم. 

الحكومة الشرعية:

الالتزام بالمواثيق والقوانين والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها اليمن ووقعتها والمتعلقة بحرية الرأي والتعبير وحماية الصحفيين.

وقف الاعتقالات التعسفية والملاحقات القضائية الكيدية ضد الصحفيين، و حماية المؤسسات الإعلامية من الاستهداف.

الكشف عن مصير الصحفي ناصح شاكر المختفي قسريًا في عدن. 

تشجيع الأعمال الصحفية وكتابات الرأي التي تساهم في مكافحة الفساد وتعزز الحكم الرشيد.

صرف رواتب الصحفيين والإعلاميين العاملين في مؤسسات الدولة ووقف حرمانهم من حقوقهم.

تمكين الصحفيين من العمل بحرية وأمان في جميع المناطق وتقديم التسهيلات اللازمة لهم.

الهيئات والمنظمات الدولية والمحلية:

ممارسة الضغط الدبلوماسي على جميع الأطراف للإفراج عن الصحفيين المختطفين وكشف مصير المختفين قسريا منهم.

دعم مبادرات الحماية والتأهيل المهني والنفسي والقانوني للصحفيين.

تشجيع برامج الحماية الطارئة وتعزيز سلامة الصحفيين في اليمن.

بناء استراتيجية شاملة تسهم من خلال شراكة وتعاون فاعل في حماية الصحفيين في اليمن ومنع افلات مرتكبي الجرائم ضدهم من العقاب.

صادر في يوم السبت الموافق 3 مايو 2025م.

 الموقعون:

١- المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين "صدى"

٢- مؤسسة مسارات السلام PPF

٣- منظمة سام للحقوق والحريات

٤- منظمة صحفيات بلاقيود

٥- نقابة الصحفيين السودانيين

٦- مركز الإعلام الحر ـ فري ميديا للصحافة الاستقصائية

٧- مؤسسة يمن فيوتشر للتنمية الثقافية والإعلامية

٨- رابطة أمهات المختطفين

٩- مؤسسة زاجل للإعلام والتنمية

١٠- مؤسسة بران الإعلامية

١١- منظمة مساواة للحقوق والحريات

١٢- مؤسسة قناء للحقوق والاعلام

١٣- منظمة شهود لحقوق الإنسان - اليمن

١٤- منظمة حماية للتوجه المدنيHOCO

١٥- المركز الأمريكي للعدالة(ACJ)

١٦- منظمة مساءلة لحقوق الإنسان

١٧- مركز "سوث24" للأخبار والدراسات

١٨- يمن ديلي نيوز

١٩- موقع مأرب برس

٢٠- موقع المهرة اونلاين

٢١- المشهد اليمني.

٢٢- موقع المصدر اونلاين

٢٣- إذاعة أثير FM

٢٤-الصحافة الاستقصائية