أطلقوا الصحفيين العشرة
ربما يكون على أمهات الصحفيين العشرة الاكتفاء بالدعاء في زمن لا يمكن لعجوز الاتكاء فيه على إنسان ، تبقى الله فقط في زمن التغول البشري ، بالنسبة لأناس لا أحد في هذا العالم اكترث لهم للفكرة التي كانوا يحتفظون بها كقيمة تجعل من سجن أبنائهم مبعث فخر ، وكأن الصحفيين العشرة وفقا لهذا التخلي الحقوقي وما يبدو وكأنه تغييب آخر عن تقارير المنظمات ، بعد تغييبهم خلف القضبان وكأنهم يدفعون ثمن حماقة شخصية .
ستفكر الزوجة أيضا في طيبة قلب الحوثيين وتلك الرجاءات المتبقية لامرأة لم يعد لديها ما تعول عليه غير جانب خير لا يزال في صدر من جرعها الشر ، شر التوقعات السيئة وكل شرور الاضطجاع على طرف مخدة يبدو ما تبقى منها مساحة ممتدة على الوحشة والضياع .
لم تكن خيارات الناس البسطاء عمل واع وشكل مدروس من الرفض أو التخندق ، لقد تم الزج بهم في معركة لم يختاروها ، ولا يعرفون شيئا عن مقاربات ومخاطر التخندق لكنهم قذفوا داخله عزلا إلا من رحمة الله وبقية عرف لدى من يسعه التراجع وإعادة الصحفيين لزوجاتهم قبل أن يكتهلن في العتمة .
في حالة كهذه يبدو الإجراء القانوني مفتقرا لتلك القوة الأخلاقية التي قد تجعل الأقارب يتجرعون ثمن العدالة على مضض، ذلك أنها حالة شتات وانقسام ونزاع يتم فيه استخدام التعريف الحصري للقانون ولفكرة العدالة برمتها وفقا للقوة والقدرة وليس للنص القانوني ، يدركون هذا بوعيهم البسيط وقد التقطوا على مدى سنوات ما يؤكد غياب الدولة فأمسى تغييب أبنائهم بغياب الدولة وليس بسلطتها ، وكأنه انتقام شخصي ، وسيفكرون بالتالي في مزاج الشخص وليس في عدالة الدولة ، فلتغلق هذه الملفات الشخصية الآن وكلما هو عالق بين زمنين إلى أن نصل لتسوية ودولة ،
أعيدوا الصحفيين العشرة لأمهاتهم وزوجاتهم ، لم يكن لديهم غير الكلمات ، أطلقوا على الإجراء مسمى " عفو" أو أي صيغة تلائمكم ، وسيكتب المختصون أن من لا يملك حق الاعتقال لا يملك حق العفو ، لكن العجائز سيمنحن عفوهن لقوة بقدر ما أعيت النخب والقوى السياسية والسلاح إلا أنها بحاجة ماسة لعفو الناس البسطاء.