آسف يا توفيق المنصوري

ترجيتهم لأجلك ولأجل أمك ولأجل كل سجين يفكر بأطفاله وكيف سيعيدون بأحذية مقطعة وهم ساهمين على البوابة ينتظرون أبا لن يعود ،

لا يستجيبون يا توفيق ، لا دستور ولا عناوين لمن نراجعهم ، لا أمر يا توفيق من أن يكون صديقك في قبضة أشباح لا رابط بينك وبينهم غير الوحشة والتوقعات السيئة .

أشباح عصية على الحوار والإحراج وحتى عقلنة الظلم ، للأشباح غياهب ومخالب وغيب يمدهم بقداسة الترويع .

حتى أنه يبدو من العبثي ابتزازهم بغواية تحسين صورتهم في حال اطلقوا سراح المظلومين ذلك أنهم يستمدون وجودهم وقوتهم من فظاعة الصورة ، أتحدث عن حالة لا عن شخص ، وهذا توضيح مهم بالنسبة لصحفي يمضي ايامه في الهاوية .

ما أخشاه يا توفيق هو أن لا تحررك دولة تسوية ولكن أشباح اخرى متعددة الولاء ،

والأخيرة هذه حقيقة وقناعة ، لكنها شأن بقية الحقائق تتحول في ليالي الهجس لشكل من توخي الحذر الشخصي وقد تخلينا عن كل محاذيرنا الوطنية العامة ، أكثر الحقائق تنغيصا هي تلك التي لا تعود صالحة لغير السلامة الشخصية ، بينما هي في جوهرها تنشد سلامة وطن .

كررت مفردة أشباح كثيرا ذلك أن وجودنا أمسى شبحيا هو الآخر ، نتجول في الظلال ونختفي بوجودنا الطيفي كأشباح مسالمة .

أتعرف مدى ما وصلت إليه من يأس يا توفيق ؟ إنه اليأس حد الأمل في انسانيتهم .

أعود للصوت الذي كنا نخفف به وجعنا على بلادنا كل مقيل ، من اليوتيوب الفتاة ذاتها تغني لموطنها الذي حملته النغمة موطنا لكل الذين بددتهم المنافي وقلوبهم مسكونة بعذابات ومنافي وطن ، النشيد الأنين وأنا متكئ إلى جوارك وركبتك الهائلة تتمايل على وقع مناجاة وطنية تمزج الحماسة بالدمع بالرجاء : موطني

موطني

هل أراك ؟

هل أراك ؟

سالما منعما

وغانما مكرما .