2021 والصحافة في اليمن

يحتفل العالم بالعام الجديد، التهاني الورود الابتسامات الألوان الاحتفالات المختلفة، بينما نستقبل عامنا الجديد بفاجعات جديدة وآلام مستمرة ودماء لا تجف، كل شي بالنسبة لليمني عموما والصحفي اليمني على وجه الخصوص يبدوا مأساوياً الا من أخبار قليلة أبرزها تواجد الحكومة اليمنية في عدن وبداية جديدة لها من بين ركام تلك الأوجاع والآلام، ربما تكاد تكون بصيص الأمل الوحيد لليمنيين المكلومين والمظلومين الذين وصلو حد فقد الثقة بكل شيء تقريباً.
 

كصحفيين يمنيين فإن بهجة الاحتفالات لم تعد لها نكهة ولا لون وحتى مجاملاتنا للعالم حولنا بالتهاني وحشد العبارات الاحتفائية المميزة بالنسخ واللصق غالباً، باتت تمويها لواقع مرير نعيشه ونتعايش معه بالقبول والإكراه، وحتى كل اشارات الفرح والاحتفاء لم تعد تلك التي كنا نلحظها في حروفنا وعيون بعضنا.
 

سنة جديدة تحل، بينما ما يزال أكثر من ١٠ صحفيين مختطفين لدى جماعة الحوثي منهم أربعة يقترب العام السادس على الانتهاء وهم مختطفين لديها رغم معاناتهم الشديدة من الأمراض التي اصيبو فيها في السجون.. وسنة جديدة تحل على أسرة الصحفي محمد قايد المقري بينما ما تزال تنتظر حتى مجرد الحصول على معلومات عن الزميل المقري المختطف لدى تنظيم القاعدة منذ منتصف العام ٢٠١٥م.
 

سنة جديدة تبدأ ممزوجة بدماء الصحفي الشهيد أديب الجناني و٦ صحفيين آخرين اصيبو معه في انفجار أمس بمطار عدن.
 

ومع اول دقائق نعيشها في العام #2021 تحاول أسرة الصحفي صادق الرتيبي الذي أصيب أمس بمطار عدن ايضا منع بتر قدمه بعد قرار البتر من قبل الأطباء، عام ربما يعيش فيه وبعده الزميل صادق بلا قدم.
 

وبعيدا عن كل الأقنعة التي وضعت على وجوهنا وغيرت ملامحنا فإن الصحفي اليمني مع كل ظلام حالك وحالة مأساوية ووضع أكثر قتامة يبدو أكثر إصرارا وعزيمة على مواصلة الكفاح في مهنة طالما سمع عنها قبل غيره انها مهنة المتاعب ناهيك عن أن يكون الكفاح والنضال والتعب كفاحين ونضالين وتعبين في واقع مرير كالذي نعيشه وتعيشه بلادنا برمتها.
 

وربما هذا مختصر حال الصحافة والصحفيين في اليمن مع نهاية ٢٠٢٠م وبداية ٢٠٢١م.